vendredi 3 juin 2022

احذر نفسك - الشيخ محمد الغزالي

:احذرك نفسك

قال ابن عطاء الله : " أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا عنها، لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه فأى علم لعالم يرضى عن نفسه؟ وأى جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه "؟

أقول : لا يبحث عن الشفاء إلا من أحس المرض، أما من أصيب بعلة فلم يشعر بها ولم يستشف منها، فإن جراثيمها تستشرى فى أوصاله حتى تأتى عليه.

وكذلك النفس الإنسانية لا يطلب لها العافية إلا من أدرك ما بها من أدواء والشعور بالنقص أول مراحل الكمال.

وقد قال الله تعالى على لسان أحد أنبيائه المطهرين: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)

فإذا وجدت امرأ راضيا عن نفسه فافقد فيه الأمل، لأنه ينطوى على ركام من العيوب والنقائص وهو لا يلتمس الخلاص منها بل إنه فاقد الشعور بوضاعتها.

وهيهات لمثل هذا اكتمال أو نجاة.

والعلم النظرى لا يرفع قدر أصحابه، فأى قيمة لشخص يختزن فى رأسه قدرا من المعلومات ولكن نفسه طافحة بآثام لم تعالج وخشونة لم تهذب، ثم هوـ مع ما يختزن من معرفة ـ لا يدرى أنه عليل.

مثل هؤلاء يكون علمهم آفة، لأنه يقوى جهالاتهم ولا يزيلها، ويغرهم بما أوتوا بدلا من أن يزيل من أنفسهم ما يسوءها.

وأفضل من هؤلاء رجل قليل المعرفة عميق الإخلاص كثير التفتيش عن عيوبه مجتهد فى تزكية نفسه وترقية أحواله، هـان هذا أرجى عاقبة وأرقى عاجلة من العلماء الكبار إذا رضوا عن أنفسهم، وغفلوا عن إصلاحها...

محمد_الغزالى

الجانب_العاطفي_من_الإسلام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire